التقشير الكيميائي هو إجراء يتم فيه وضع محلول كيميائي على الجلد لإزالة الطبقات العلوية منه. وعادةً ما يكون الجلد الذي ينمو مرة أخرى أكثر نعومة. في حال التقشير الخفيف أو المتوسط، قد يلزم الخضوع لهذا الإجراء أكثر من مرة للحصول على النتائج المرجوة.
ويُستخدم التقشير الكيميائي لعلاج التجاعيد وتغير لون الجلد والندوب، والتي عادةً ما تكون في الوجه. ويمكن استخدامه بمفرده أو مع إجراءات تجميلية أخرى. ويمكن إجراء التقشير الكيميائي بدرجات عمق مختلفة، تتراوح بين الخفيفة والعميقة. حيث يؤدي التقشير الكيميائي الأعمق إلى الحصول على أفضل النتائج، لكنه يحتاج وقتًا أطول للتعافي.
التقشير الكيميائي هو إجراء يُستخدم لتجديد سطح البشرة. استنادًا إلى المشكلة التي تريد علاجها بالخضوع إلى الجراحة، ستختار درجة عمق التقشير الكيميائي من الخيارات التالية:
- التقشير الكيميائي الخفيف. يزيل التقشير الكيميائي الخفيف (السطحي) الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة). ويُستخدم لعلاج التجاعيد الدقيقة وحبّ الشباب ولون البشرة غير الموحد والجفاف. ويمكنك إجراء التقشير الخفيف كل أسبوعين إلى خمسة أسابيع.
- التقشير الكيميائي المتوسط. يزيل التقشير الكيميائي المتوسط خلايا الجلد من البشرة ومن بعض المناطق في الجزء العلوي من طبقة الجلد الوسطى (الأدمة). ويُستخدم لعلاج التجاعيد وندبات حبّ الشباب ولون البشرة غير الموحد. وربما تحتاج إلى تكرار الإجراء من أجل تحقيق النتيجة المرجوة أو الحفاظ عليها.
- التقشير الكيميائي العميق. يعمل التقشير الكيميائي العميق على إزالة خلايا الجلد بدرجة أكثر عمقًا. وقد يوصي طبيبك بإجرائه من أجل إزاله التجاعيد العميقة أو الندبات أو الخلايا محتملة التسرطن. لن تحتاج إلى تكرار هذه العملية للحصول على مفعولها الكامل.
لا يمكن للتقشير الكيميائي إزالة الندبات أو التجاعيد العميقة أو شد الجلد المترهل.
يمكن أن يسبب التقشير الكيميائي آثارًا جانبية مختلفة، نذكر منها:
- احمرار الجلد وتقشّره وتورّمه. يترك التعافي الطبيعي من التقشير الكيميائي آثارًا مثل احمرار حيز الجلد الذي خضع للعلاج. وقد يستمر الاحمرار بضعة أشهر من بعد التقشير الكيميائي المتوسط أو العميق.
- التندّب. نادرًا ما يتسبب التقشير الكيميائي في حدوث تندّب، وعادةً ما يكون ذلك في الجزء السفلي من الوجه. ومن الممكن أن تخفف المضادات الحيوية والأدوية الستيرويدية من مظهر هذه الندبات.
- تغيرات في لون الجلد. يتسبب التقشير الكيميائي عادةً في جعل الجلد الذي خضع لهذا العلاج أغمق من المعتاد (فرط التصبغ) أو أفتح من المعتاد (نقص التصبغ). وفرط التصبغ أكثر شيوعًا بعد التقشير السطحي، بينما نقص التصبغ أكثر شيوعًا بعد التقشير العميق. تكون هذه المشكلات أكثر شيوعًا لدى الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو السوداء، وقد تكون مزمنة في بعض الأحيان.
- العَدوى. قد يتسبب التقشير الكيميائي في حدوث عَدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية، مثل تفشي فيروس الهربس، وهو فيروس يسبب قروح الزكام.
- تضرر القلب أو الكلى أو الكبد. يُستخدم حمض الكربوليك (الفينول) في التقشير الكيميائي العميق، ما قد يتسبب في الإضرار بعضلة القلب وعدم انتظام نبضات القلب. كما يمكن أن يضر الفينول بالكلى والكبد. وللحد من التعرض للفينول، يُجرى التقشير الكيميائي العميق لجزء واحد في المرة الواحدة، وعلى فترات تتراوح بين 10 دقائق و20 دقيقة.
التقشير الكيميائي ليس مناسبًا للجميع. وقد يحذر الطبيب من التقشير الكيميائي برمته أو أنواع معينة منه في الحالات الآتية:
- عند أخذ الإيزوتريتينوين فمويًا لعلاج حب الشباب (Myorisan وClaravis وغيرهما) خلال الأشهر الستة الماضية
- إذا كان لديك تاريخ مَرَضي شخصي أو عائلي مع المناطق المجعدة بسبب فرط نمو النسيج الندبي (الجدرة)
- إذا كنتِ امرأة حاملاً
- إذا كنت مصابًا بتفشي قروح الزكام بصورة متكررة أو حادة
اختر طبيبًا لديه معرفة بأمراض الجلد والعمليات، مثل طبيب أمراض جلدية أو جرَّاح أمراض جلدية. فقد تتباين النتائج وتعتمد على خبرة الشخص الذي يقوم بالتقشير. قد يؤدي التقشير الكيميائي إلى حدوث مضاعفات، تتضمن الإصابة بالتهابات وندوب دائمة، إذا تم بشكل غير صحيح.
قبل إجراء التقشير الكيميائي، سيقوم طبيبك على الأغلب بالآتي:
- مراجعة تاريخك المرضي. كن مستعدًّا للإجابة عن الأسئلة عن حالاتك المرضية الحالية والسابقة وأي أدوية تتناولها أو تناولتها مؤخرًا، بالإضافة إلى أي عمليات تجميل قمت بها.
- إجراء فحص بدني. سيفحص الطبيب جلدك والمنطقة التي يجب معالجتها ليحدد أفضل نوع تقشير كيميائي قد تستفيد منه ويعرف مدى تأثير سماتك الجسدية – على سبيل المثال لون بشرتك وسمكها – في نتائجك.
- مناقشة توقعاتك. تحدث مع طبيبك عن دوافعك وتوقعاتك والمخاطر المحتملة. تأكد من فهم عدد العلاجات التي قد تحتاج إليها، والمدة التي ستستغرقها للشفاء، والنتائج المتوقعة.
قبل التقشير، قد تحتاج أيضًا إلى الآتي:
- تناول أدوية مضادة للفيروسات. قد يصف الطبيب دواءً مضادًا للفيروسات قبل العلاج وبعده للمساعدة على للوقاية من العدوى الفيروسية.
- استخدام كريم الريتينويد. قد يوصي الطبيب باستخدام كريم ريتينويد، مثل تريتينوين (أفيتا، ريتن أ) لبضعة أسابيع قبل العلاج للمساعدة على الشفاء.
- استخدام مادة تبييض. قد يوصي الطبيب باستخدام مادة تبييض (الهيدروكينون) أو كريم الريتينويد أو كليهما قبل إجراء العملية أو بعدها لتقليل مخاطر الآثار الجانبية.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس من دون حماية. يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة قبل إجراء العملية إلى تصبغ غير منتظم ودائم في المناطق التي تمت معالجتها. ناقش مع الطبيب سبل الحماية من أشعة الشمس ودرجة التعرض المقبولة لها.
- تجنب بعض العلاجات التجميلية وأنواع معينة من منتجات إزالة الشعر. قبل حوالي أسبوع من التقشير، يجب التوقف عن استخدام تقنيات إزالة الشعر مثل التحليل الكهربائي أو مزيلات الشعر. يجب أيضًا تجنب استخدام علاجات صبغ الشعر أو علاجات التمويج الدائم أو فرد الشعر أو أقنعة الوجه أو مقشرات الوجه في الأسبوع الذي يسبق التقشير. تجنب حلق المناطق التي سيتم معالجتها قبل 24 ساعة من التقشير.
- الترتيب من أجل التوصيل إلى المنزل. إذا كان سيتم تخديرك خلال إجراء العملية، فيجب ترتيب وسيلة للعودة إلى المنزل.
قبل الإجراء
يتم إجراء التقشير الكيميائي عادةً في عيادة الطبيب أو عيادة خارجية للجراحة. قبل الإجراء، سينظف الطبيب وجهك ويغطي شعرك لحمايته، ويغطي عينيك بمرهم أو شاش أو شريط أو نظارة واقية.
عادةً لا يحتاج التقشير الكيميائي الخفيف إلى مسكنات تخفيف الألم. وفي حالة التقشير الكيميائي المتوسط، فيمكن تناوُل مهدئ ومسكن للألم. أما في حالة التقشير الكيميائي العميق، فيمكن تناوُل مهدئ، واستخدام تخدير موضعي لمنطقة العلاج، وأخذ السوائل التي تُعطى عن طريق الوريد.
أثناء الإجراء
خلال التقشير الكيميائي الخفيف:
سوف يستخدم الطبيب فرشاة أو كرات قطن أو شاش أو إسفنجة لتطبيق السائل الكيميائي الذي يتكون عادة من حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك. سوف يبدأ الجلد المُعالج في التحول إلى اللون الأبيض.
قد تشعر بوخز خفيف عند وضع السائل الكيميائي على الجلد.
سوف يقوم الطبيب باستعمال سائل تحييد أو يقوم بغسل الجلد المُعالج لإزالة السائل الكيميائي.
خلال التقشير الكيميائي المتوسط:
سوف يستخدم الطبيب أداة وضع برأس قطنية أو شاش لكي يضع سائلًا كيميائيًا يحتوي على حمض التريكلوروسيتيك، وأحيانًا مقترنًا بحمض الجليكوليك. سوف يبدأ الجلد المُعالج في التحول إلى اللون الأبيض.
بعد عدة دقائق، سوف يُطبق ضمادات باردة لتهدئة الجلد المُعالج. قد يتم إعطاؤك مروحة يدوية لتبريد الجلد. ولا تكون هناك حاجة إلى سائل تحييد.
قد تشعر بوخز وحرقان لمدة تصل إلى 20 دقيقة.
خلال التقشير الكيميائي العميق:
سوف يتم إعطاؤك السوائل الوريدية (IV) وستتم مراقبة معدل ضربات القلب عن كثب.
سوف يستخدم الطبيب أداة وضع برأس قطنية لكي يُطبق حمض الكربوليك (الفينول) على الجلد. سوف يبدأ الجلد المُعالَج في التحول إلى اللون الأبيض أو الرمادي.
للحد من التعرض إلى مادة الفينول، سوف يقوم الطبيب بتنفيذ الإجراء على أجزاء بفاصل زمني يبلغ حوالي 15 دقيقة. قد يأخذ الإجراء الكلي للوجه حوالي 90 دقيقة.
بعد إجراء التقشير الكيميائي بأي عمق، يصبح الجلد أحمر أو مشدودًا أو متهيجًا أو متورمًا. اتبع تعليمات الطبيب الخاصة بحماية جلدك من أشعة الشمس وتطهيره وترطيبه ووضع المراهم الواقية عليه. وتجنب حك جلدك أو فركه أو خدشه. قد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن يعود لون الجلد إلى طبيعته وحتى يمكنك رؤية النتائج الكاملة للتقشير.
بعد التقشير الكيميائي الخفيف، يصبح الجلد المُعالج أحمر وجافًا ومتهيجًا قليلاً، على الرغم من أن هذه التأثيرات قد تكون أقل وضوحًا مع تكرار العلاج. قد يستخدم طبيبك مرهمًا وقائيًا، مثل الفازلين، لتهدئة الجلد. ويمكنك عادةً وضع المكياج في اليوم التالي إذا أردتِ.
وتستغرق المناطق المُعالجة فترة تتراوح بين يوم إلى سبعة أيام للشفاء بعد التقشير الكيميائي الخفيف. وقد يكون الجلد الجديد أفتح أو أغمق من لون جلدك الطبيعي مؤقتًا.
بعد التقشير الكيميائي المتوسط، يصبح الجلد المعالج أحمر ومتورمًا. وستشعر ببعض الوخز. قد يستخدم طبيبك مرهمًا وقائيًا، مثل الفازلين، لتهدئة المنطقة والوقاية من الجفاف. وبعد خمسة إلى سبعة أيام، يمكنك استخدام مستحضرات التجميل لتغطية أي احمرار.
واحرص على استخدم كمادات باردة للشعور بالراحة. وقد تساعدك الأدوية المسكنة للألم المتاحة من دون وصفة طبية في تخفيف الشعور بالانزعاج، مثل الأيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي، وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (أليف، وغيره). ومن المرجح أن تحدد موعدًا لإجراء فحص بعد فترة وجيزة من العلاج حتى يتمكن الطبيب من متابعة عملية التعافي.
ومع تحسن حالة تورم الجلد، سيبدأ الجلد المُعالج في تكوين قشرة وقد يصبح لونه داكنًا أو تظهر عليه بقع بنية اللون. وتستغرق المناطق المُعالجة فترة تتراوح بين سبعة إلى 14 يومًا تقريبًا للشفاء بعد التقشير الكيميائي المتوسط، إلا أن الاحمرار قد يستمر لشهور.
بعد التقشير الكيميائي العميق، ستشعر باحمرار وتورم شديدين. ستشعر أيضًا بحرقان وخفقان، وقد يؤدي التورم إلى إغلاق جفونك.
سيضع طبيبك ضمادة جراحية على الجلد المُعالج. وقد يصف لك أيضًا مسكِّنات للألم. ستحتاج إلى نقع الجلد المُعالج ووضع المَرهم عدة مرات في اليوم لمدة أسبوعين تقريبًا.
سينمو جلد جديد في المناطق المُعالجة في غضون أسبوعين تقريبًا بعد التقشير الكيميائي العميق، على الرغم من أن الاحمرار قد يستمر لعدة أشهر. وقد يصبح الجلد المُعالج أغمق أو أفتح من لون جلدك الطبيعي، أو ربما يفقد القدرة على اكتساب سمرة.
قد تُفضِّل البقاء في المنزل في مرحلة التعافي من التقشير الكيميائي. ومن المرجح أنك ستحتاج إلى عدة زيارات متابعة بعد فترة وجيزة من العلاج حتى يتمكن طبيبك من متابعة عملية تعافيك.
وبمجرد أن يغطي الجلد الجديد المنطقة المُعالجة بالكامل في غضون أسبوعين تقريبًا، يمكنك استخدام مستحضرات التجميل لإخفاء أي احمرار. واستخدم مستحضرًا واقيًا من الشمس يوميًا.
يعمل التقشير الكيميائي الخفيف على تحسين نسيج الجلد ولونه ويقلل من ظهور التجاعيد الدقيقة. وتكون النتائج ضعيفة في البداية لكنها تتعزز مع تكرار العلاجات. إذا أجريت تقشيرًا كيميائيًا متوسطًا، فستزداد نعومة البشرة المعالَجة بصورة ملحوظة. بعد التقشير الكيميائي العميق، ستلاحظ تحسنًا كبيرًا في شكل المناطق المعالَجة وملمسها. لكن قد لا تستمر النتائج بصفة دائمة. فمع مرور الوقت، قد يؤدي التقدم في العمر والأضرار الجديدة الحادثة بتأثير التعرض للشمس إلى ظهور خطوط جديدة وإحداث تغيير في لون الجلد.
جدير بالذكر أن الجلد الجديد يصبح أكثر حساسية للشمس بصورة مؤقتة مع كل أنواع التقشير. تحدّث إلى طبيبك عن المدة التي يجب عليك خلالها حماية جلدك من التعرض للشمس.